قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز يوم الاحد انه سيتشاور مع الزعماء السياسيين
في إسرائيل بعد فشل جهود تشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
وأضاف بيريز أنه يتوقع التوصية بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
واثناء ظهورها الى جانبه عبر نقل تلفزيوني حي، قالت زعيمة الحزب الحاكم تسيبي
ليفني انها لم تستطع حشد التأييد لتشكيل ائتلاف وانها توصي بإجراء انتخابات باسرع
ما يمكن.
وقال بيريز انه سيتحدث اولا مع زعماء الاحزاب الاخرين لكنه اشار الى ان
"الانتخابات ليست مأساة".
وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية والزعيمة الجديدة لحزب كاديما، أبلغت رئيسة
الكنسيت داليا إيتسيك نيتها التوقف عن مفاوضات تشكيل إئتلاف حكومى جديد.
وقالت ليفني لصحيفة هاآرتس "إنني لا أنوي الرضوخ لعمليات ابتزاز سواء فيما يتعلق
بالشؤون المحلية أو الميزانية ولذلك سأتجه إلى الانتخابات المبكرة".

كان الرئيس الإسرائيلي بيريز قد منح ليفني مهلة اضافية إسبوعين لتشكيل الحكومة.

كما نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مستشارين لليفني قولهم إنها قررت التخلي عن
المشاورات الخاصة بتشكيل ائتلاف جديد وستوصي باجراء انتخابات مبكرة.
واضافت الاذاعة انه من المرجح ان تجرى الانتخابات في شهر فبراير/ شباط المقبل.

وكانت اجتماعات مغلقة عقدت السبت على خلفية انسحاب حزب شاس الديني من المفاوضات
يوم الجمعة.
اما شاس، فقد قال إنه لن يدعم ليفني في سعيها لتشكيل حكومة إئتلافية، برئاستها.

واتخذ هذا القرار الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف (87 عاما) بعد
التشاور مع الهيئة العليا في الحزب.
يذكر ان ليفني، تترأس حزب كاديما، وهو أكبر الأحزاب تمثيلا في الكنيست، منذ تنحي
رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت بسبب فضيحة الفساد التي يتعرض لها.
وتحظى ليفني بدعم حزب العمل، ولكنها لم تتمكن من تأمين أغلبية مريحة تمكنها من
تشكيل حكومة.
ويقول مراقبون إنها مازالت قادرة على تشكيل حكومة إئتلافية بدون حزب شاس، ولكنها
ستكون حكومة ضعيفة.
في المقابل، يقول حزب شاس انه لم يتم تلبية اثنين من مطالبه الرئيسية للانضمام
الى حكومة ليفني، احدهما زيادة قيمة المخصصات الاجتماعية للاسر والاخر ضمان انه لن
يتم التفاوض مع الفلسطينيين بشأن مسألة القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل.
وكان حزب العمل (19 نائبا) قد وقع مع حزب كاديما (29 نائبا) على مسودة اتفاق
الاسبوع الماضي لتشكيل حكومة ائتلافية.
من جانبه قال نائب لكاديما في الكنيست تساحي هانغبي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية
والدفاع في البرلمان، ان ليفني "قررت انها غير مستعدة لدفع اي ثمن على حساب الدولة،
لتشكيل ائتلاف يضم اشخاص يقومون بعمليات ابتزاز".

كان امام ليفني مهلة تسعة ايام لتشكيل حكومتها

واضاف قائلا: "لو وافقت على الرضوخ في قضية القدس لكانت اي امكانية للتفاوض مع
الفلسطينيين وسوريا عطلت. ولكان من غير المسؤول ترك الحاخامات، اصحاب المواقف
المتطرفة، يقررون مصير اسرائيل".
أما المعلق السياسي في هاآرتس اكيفا ألدار فقال ان "الامتناع عن التفاوض حول
القدس يعني في الواقع عرقلة المفاوضات".
واعتبر معلقان اخران ايمانويل روزن من القناة التلفزيونية الثانية الخاصة وبن
كاسبي من صحيفة معاريف ان رفض تسيبي ليفني الرضوخ لمطالب تلك الاحزاب قد يزيد في
شعبيتها وفي تعزيز صورت "السيدة النظيفة" في السياسة الاسرائيلية.
وافادت استطلاعات نشرت خلال الاشهر الاخيرة ان رئيس الوزراء السابق بنيامين
نتانياهو كان الاوفر حظا لخلافة رئيس الوزراء ايهود اولمرت لكن تقدمه اخذ يتقلص
امام كاديما منذ ان تولت تسيبي ليفني قيادة ذلك الحزب الشهر الماضي بعد انسحاب
اولمرت المتخبط في قضايا فساد.
وكان امام ليفني مهلة تسعة ايام لتشكيل حكومتها ويمكنها نظريا تشكيل حكومة اقلية
مستندة خصوصا على دعم النواب العرب الاسرائيليين لكنها سبق واستبعدت هذا الخيار.